يسألونني عن مدينة سرقها النور

بسم الله الرحمن الرحيم
يسألونني عن مدينة سرقها النور

يسألونني عن مدينة شاخ فيها الزمان
أثقله الهم و تجرع الحرمان
ثمل من اليأس،
ترنح وانحني انحناء حروف الأبجدية
و تعلم كيف يقرأ بإمعان
و يعرب بإتقان كلمة استيطان،
زمان يجلد بسياط الظلم و الأخر كان للكتمان،
إدا كان هدا حال الزمان فيك يا مدينتي فغدرا لإنسان.
يسألونني......
يسألونني عن مدينة صلبت فيها الفراشات
و انتحرت فيها الأطيار،
مدينة احتضر فيها الفجر مع أغصان ،
مدينة ذرفت فيها الشمس عبراتها الأسيرة لاختناق الريح في حقيقة الأكفان،
فإذا كان هدا حال الريح فيك يا مدينتي فعذرا لأوطان.
يسألونني.......
يسألونني عن مدينة سرقها النور و عذبها الظلام، مدينة شيعها الضباب
و رثاها في قصيدة حزن و جنون،
قصيدة يحاكي فيها حنينا أضرمت جذوته في فكر مهاجر تاه في ذاكرة الأفق
ليجدد حكاية الاغتراب،
حكاية سخرية الجرح من الآلام ،
فإذا كان هدا حال النور فيك يا مدينتي فعذرا للثوار.
يسألونني........
يسألونني عن مدينة شردت فيها الأرواح،
شرود صبر عند الوعيد،
مدينة أزهر فيها الصمت في رحم ظل عقيم ،
صمت غريب غربة الدخان في الوريد،
فادا كان هدا حال الصبر فيك يا مدينتي فعذرنا لأقدار.
يسألونني.........
يسألونني عن مدينة الأموات بكي فيها الحجر بكاء الرماد،
وأن فيها السحاب أنين المطر عند جفاف الأرض و الضرع،
فادا كان هدا حال الحجر فيك يا مدينتي فعذرا إن تأوه الوجدان.

ويسألونني.......، ويسألونني ...........
هده مدينتي وان بقيت أسيرة في الفكر و القلب،
حرة هي علي أوراق.

نــــادية